خسوف القمرِ من الظواهر الكونيّة الطبيعيّة التي تحدث على الأقلّ مرّتين في السنة الواحدة، وكانت في الماضي تُعزى إلى أسبابٍ متعددةٍ كالصراع بين الآلهة أو أنّ أحد الأطفال رمى القمر بسهمٍ فأدّى إلى إصابته بجرحٍ فيختفي فترةً ثُمّ يعود عندما يُشفى كما كان يعتقد بذلك شعوب الأمازون، أو بسبب صراعٍ بين الطائر الذهبيّ وهو الشمس والضفدع وهو القمر كما في الحضارة الصينيّة.
في الجاهلية كانوا يعزون خسوف القمر إلى موت شخص عظيمٍ حتى جاء الإسلام ودحض كل هذه المزاعم والأساطير وأقر حقيقةً واحدةً هي أنّ خسوف القمر آيةٌ تدل على عظيم قدرة الله وتحذير للناس من غضب الله قال تعالى:"فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ"[القيامة: 7-10].
خسوف القمر في العلمظاهرة الخسوف مرتبطةٌ بثلاثة أجرامٍ سماويّةٍ هي الأرض والشمس والقمر، فالشمس الجُرم السماويّ الذي تدور حوله الأرض في مدارٍ خاصٍ، والقمر التابع للأرض يدور حول الأرض في مدارٍ خاصٍ "كلٌّ في فلكٍ يسبحون"، ويحدث خسوف القمر الكليّ أو الجزئيّ عندما يدخل القمر بشكلٍ كُليٍّ أو جُزئيٍّ في منطقة ظل الأرض، ويؤدّي ذلك إلى أن تمنع الأرض أشعّة الشمس من الوصول إلى القمر، وتحدث في منتصف الشهر القمريّ عندما يكون القمر بدرًا.
كيفية حدوث ظاهرة خسوف القمرتحدث ظاهرة الخسوف في فترةٍ زمنيّةٍ غير معلومةٍ حسب المسافة التي يقطعها القمر في منطقة ظل الأرض، وأطول فترةٍ زمنيّةٍ للخسوف كانت ساعةٌ واحدةٌ وأربعون دقيقةً، ومراحل الخسوف كالتالي:
ظاهرةٌ كونيّةٌ محضة ٌٌقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة"، لذلك شُرعت صلاة الخسوف والكسوف والتي تُؤدى بنفس الكيفية وهي ركعتان من غير الفريضة يُنادى لها بالصلاة جامعةٌ، فيُصلي الإمام ركعتين بأربع ركوعاتٍ وأربع سجداتٍ، بحيث يُكبر تكبيرة الإحرام ويقرأ الفاتحة وسورةٌ طويلةٌ ثُمّ يركع ويرفع من الرفع ويعاود قراءة الفاتحة وسورةٌ طويلةٌ أقل من السورة الأولى ثُمّ يركع، ثمّ يرفع رأسه ويسجد سجدتين، ثُمّ يقوم ويصلى الرُّكعة الثانية مثل الأولى، وإذا انتهت الصلاة ولم ينجلي الخسوف فعلى الجميع الالتزام بالدُّعاء والاستغفار وقراءة القرآن.
المقالات المتعلقة بخسوف القمر